تباع خلالها سلع تخلى عنها أصحابها وتعود على الجمارك بمبلغ ثلاثة ملايير سنتيم سنويا
قليلون يعرفون أن جمارك البيضاء تنظم كل يوم أربعاء مزادا علنيا، وقلة قليلة تعلم أنها تعرض خلاله سلعا تخلى عنها أصحابها داخل الميناء بعد أن عجزوا عن أداء واجبات التعشير أو تبين لهم أن الأرباح المنتظرة
من بيع السلعة لن تتحقق، أو لحق الإفلاس شركاتهم. «الصباح» قضت يوما بالمديرية الجهوية لميناء الدار البيضاء، وحاولت تسليط الضوء على عالم المزاد العلني المنظم
من قبل إدارة الجمارك، ووقفت على التكتلات والصراع بين «فاسة» و»العروبية» وقلة من «المستقلين»، كما كشفت بعض عوالم هذه «الحرفة» أو الصنعة
كما يسميها بعضهم، والتي قد تكون سبب خراب البعض، وإنزاله إلى أسفل سافلين، أو قد تعلو بمن ضبط قواعدها إلى أعلى عليين....
من قبل إدارة الجمارك، ووقفت على التكتلات والصراع بين «فاسة» و»العروبية» وقلة من «المستقلين»، كما كشفت بعض عوالم هذه «الحرفة» أو الصنعة
كما يسميها بعضهم، والتي قد تكون سبب خراب البعض، وإنزاله إلى أسفل سافلين، أو قد تعلو بمن ضبط قواعدها إلى أعلى عليين....
« ما كال حد، ما زاد حد، الله يربح أسيدي» كلمات يرددها الآمر بالصرف بالمديرية الجهوية الدار البيضاء بعد أن يرسو المزاد العلني الذي يتم فيه عرض السلع والمواد التي تخلى عنها أصحابها لسبب من الأسباب، على أحد المتزايدين، قبل أن يضيف متسائلا «شكون رسا عليه المزاد؟» ليجيبه أحد أعضاء اللجنة أو «البراح» باسم الشخص المعني، قبل أن يطلب منه الآمر بالصرف تسليم شيك للقابض يحمل المبلغ الذي وقف عنده المزاد.
منافسة بين "فاسة" و"العروبية"
الساعة تشير إلى العاشرة صباحا، موعد إجراء المزاد العلني بميناء البيضاء، بعض الوجوه المألوفة بدأت تصل تباعا إلى باب المخزن الذي تتم به عملية البيع بالمزاد العلني، تبادل بعضهم التحية، ثم شكلوا ثلاث مجموعات، تتكون الأولى، حسب أحد العارفين بخبايا هذه المزادات، من «الفاسيين» والثانية من «العروبية» والثالثة من أشخاص مستقلين عن المجموعتين يفضلون الاشتغال بشكل فردي.
«الهمزة ديال القفولة والروبينيات هي لي كاينة اليوم» يقول أحد الأشخاص لصديقه، وهو يجول بعينيه ناحية موقف السيارات على أمل أن تقع على أعضاء اللجنة المنظمة للمزاد الذين تأخروا في الوصول، قبل أن يجيب مخاطبه «اشحال من واحد جا اليوم غير على قبلها» ليدخلا معا إلى المخزن الذي سيتم به المزاد العلني.
بالداخل، كان حوالي عشرين شخصا ينتظرون، بعضهم كان جالسا فوق كراس وآخرون متكئين على أعمدة حديدية بالساحة، في حين كان آخرون يعاينون السلعة المعروضة للبيع في ذاك اليوم، وسلعا أخرى بيعت الأسبوع الماضي، وغير بعيد عنهم، كان القابض يحسب مبالغ مالية سلمها له زبون رسا عليه المزاد.
الكل كان يترقب وصول اللجنة المشرفة على المزاد والمكونة من الآمر بالصرف المكلف بالمبيعات، ورئيس مكتب المبيعات، ومفتشين إقليميين ممتازين، وممثل القابض وممثل مرسى ماروك أو صومابور وعون جمارك، يساعدهم «ّالبراح» الذي يتكلف بالتسيير «الصوتي» للجلسة، على اعتبار أن صوته لا يعلو عليه أي صوت داخل فضاء المخزن المحتضن للمزاد العلني.
وصلت اللجنة، توقفت الأحاديث الجانبية وصوب الجميع نظرهم نحو أعضائها الذين كانوا يأخذون أماكنهم في منصة هيئت لإدارة المزاد، اقترب البعض من المنصة حتى يسمع صوته، قبل أن ينادي رئيسها على البراح مطالبا إياه بعرض أول سلعة معروضة للبيع، وكانت عبارة عن كمية من زجاج سيارات، ليذكر البراح الحاضرين بعدد القطع الزجاجية في السلعة، والتي حددت في 6180 قطعة، أو حبة كما سماها هو.
«على الله» كلمتان رددهما البراح بصوت مسموع في إشارة لانطلاق المزاد، قبل أن يرد أحد المشاركين فيه « جوج مليون»، ليتوالى تقديم العروض من قبل المشاركين قبل أن يستقر الثمن في ستة ملايين سنتيم ونصف المليون.
سلع مطلوبة وأخرى غير مرغوب فيها
«جميع ما يخطر في بالك من سلع تعرض للبيع بالمزاد العلني» يقول عبد الخالق مرزوقي، المدير الجهوي لميناء الدار البيضاء، قبل أن يضيف، «جميع السلع التي يتخلى عنها أصحابها يتم عرضها للبيع بالمزاد العلني بعد أن تمر عليها الآجال القانونية المحددة وتخضع للإجراءات اللازمة».
الآجال القانونية التي يفقد بموجبها صاحب السلعة الحق في التصرف فيها هي 45 يوما دون احتساب أيام العطل، غير أن إدارة الجمارك تتساهل أحيانا، يقول جمال ضياء الدين، الآمر بالصرف بميناء الدار البيضاء، والهدف الذي يحكمها هو الرغبة في الحفاظ على بعض المقاولات من الإفلاس، وبالتالي فإن الأسبقية دائما تعطى لصاحب السلعة حفاظا على مقاولته وعلى فرص العمل التي يوفرها، فحتى لو مرت الآجال القانونية فإن السلعة تسلم إلى صاحبها، إذا ما أدى مستحقات التخزين وواجب التعشير.
«هناك سلع مطلوبة، ويتم بيعها بسهولة وبأثمنة تدر مداخيل مهمة على الدولة، وهناك سلع أخرى غير مرغوب فيها، ونتمنى أن يتخلى عنها أصحابها» يقول حسن بوتابراتين، نائب المدير الجهوي، ويتعلق الأمر هنا بالمواد الكيماوية المحفوفة بالعديد من المخاطر، إذ تفترض مسطرة وإجراءات احترازية كبرى، قبل أن يضيف «نحمد الله أننا تمكننا أخيرا من التخلص من هذه السلع ولم يبق منها سوى القليل».
صعوبة هذه المواد تكمن في تركيبتها، إذ أن التعرف على مكوناتها يتطلب إجراء خبرة، وبعد ذلك تأتي المرحلة الأصعب، وهي التخلص منها، إذ يخشى استعمال بعض المواد التي قد يترتب عن اختلاطها بالبنزين انفجارات غير متوقعة، لذا فإن التخلص منها يعهد إلى شركات متخصصة، كما أن الاحتفاظ بها يكون في مخازن خاصة تتوفر على شروط معينة.
«حتى وقت قريب، تم التخلص من كمية مهمة من المواد الكيماوية المتخلى عنها، تطلبت المسألة نقلها إلى ورزازات من أجل حرقها بأحد المناجم هناك، وقبل هذا قمنا بمجموعة من الخبرات تحسبا لأي طارئ» يضيف المدير الجهوي محاولا تسليط الضوء على الاحتياطات الكبيرة التي تتخذ لعدم وقوع أشياء غير منتظرة.
تقنيات إدارة المزاد العلني
«اللجنة تكون على اطلاع مسبق بثمن السلعة وكذا واجبات العشور وحتى ثمنها في السوق، وبناء على هذه المعطيات يتم توجيه المزاد العلني» يقول جمال ضياء الدين، الآمر بالصرف، قبل أن يضيف «غالبا ما يبدأ المزاد بثمن بعيد جدا عن ثمن السلعة لكن سرعان ما يصل إليه أو يتجاوزه».
وحتى يحقق المزاد العلني مردودا جيدا، لا بد من وجود منافسة قوية بين المشاركين فيه، وعلاوة على ذلك فإن المكلف بإدارة المزاد، والمقصود هنا الآمر بالصرف، عليه أن يضبط مجموعة من تقنيات البيع، « نلجأ في بعض الأحيان إلى الجمع بين العديد من السلع المتخلى عنها ونعرضها للبيع في مزاد علني واحد حتى تبيع المطلوبة في السوق الأقل طلبا» يقول جمال ضياء، قبل أن يضيف في محاولة لتبسيط الفكرة «سلعة كتبيع سلعة».
تقنية أخرى يتم اللجوء إليها، يقول أحد المشاركين في المزاد العلني، وتتعلق ببدء عرض السلع الأقل طلبا على تلك المطلوبة حتى لا ينفض الجمع فور عرض السلع المطلوبة، ويجد أفراد اللجنة أنفسهم مجبرين على إنهاء المزاد دون عرض جميع السلع المقررة في ذاك اليوم.
الآمر بالصرف هو الآمر الناهي في المزاد العلني، فيمكنه أن ينهي المزاد وقت ما شاء أو أن يلغيه، إذا لم يعجبه الثمن الذي رسا عليه المزاد، غير أن هذه السلطة المطلقة في إدارة المزاد محكومة بضوابط، من بينها ثمن السلعة وثمن التعشير، إذ ا لا ينبغي للثمن المقدم في المزاد أن يقل عن مجموع ثمنها وثمن تعشيرها، ما عدا إذا كانت السلعة ستتعرض للتلف.
يستمر الأخذ والرد بين المشاركين في المزاد، وغالبا ما تستقر المنافسة في أشواطها الأخيرة على اثنين أو ثلاثة، إذ يضيف كل واحد منهم مبلغا على الذي قدمه الثاني حتى يرسو المزاد عليه، وذلك بمراقبة من أعضاء اللجنة ورئيسها الذي يحاول إفهام المتزايدين، بتقنيات خاصة، أنهم ما زالوا بعيدين عن الثمن المطلوب.
حيل وأساليب "غير شريفة"
«هذه المزادات العلنية مهنة صعيبة، إلى ما كنتيش مقلع يديروها بك ويبيعوك لي قدامك ولي وراك» يقول أحد الأشخاص من بين المشاركين في المزاد العلني، وهو يحملق في «زملاء» له كانوا يتزايدون على سلعة معروضة في المزاد.
العيون تركز على كل شخص غريب عن الوجوه المألوفة، وتبدأ الوشوشات والكلام بصوت غير مفهوم في محاولة لمعرفة سبب حضوره ونوعية السلعة التي جاء من أجل تقديم مزايدته عليها، غير أن القلق سرعان ما يتبدل بعد أن يخرج أوراقه ويتقدم بعرض ثمن مقابل سلعة، لتكون الخطة ساعتها جاهزة، فإذا كانوا غير معنيين بالسلعة فإنهم يتركونه يظفر بها بعد أن يرفعوا ثمنها شيئا ما في محاولة لتقليل نسبة أرباحه منها حتى لا تستهويه المزادات ويزاحمهم مستقبلا، أما إذا دخل في مزادات عينهم عليها فإنهم يكشرون عن أنيابهم ويشترونها مهما كلف الأمر.
«البراني صعيب يدير بلاصتو، حيث يقدرو يدفعوك تشري بالخسارة باش ما ترجعش مرة أخرى» يقول أحد العارفين بخبايا المزادات العلنية، قبل أن يضيف «إلى ما كنتيش فاهم يطلعو ليك البارة باش تشري بالخسارة» وكان الرجل يقصد بكلامه أن عناصر التكتلين، ورغبة منهم في عدم دخول الوافد الجديد على الخط، يعمدون إلى تقديم مبالغ مالية قد تفوق ثمن السلعة، وإذا ما أصر على المنافسة فإنهم يتوقفون عند مبلغ معين قد يفوق أحيانا الثمن الذي ستباع به السلعة، أما إذا فهم اللعبة وتخلى عن المزاد بعد تقديمهم رقما معين فإنهم يتقاسمون الخسارة، التي لن تكون في جميع الأحوال كبيرة لأن كل واحد منهم سيتحمل جزءا منها، في حين أن الخسارة ستكون كبيرة لو تحملها خصمهم لوحده.
و»اللعب» في المزايدات لا يبدأ وقت عقدها، بل إن العديد منهم يحاول استغلال علاقاته من أجل محاولة معرفة الكمية الحقيقية للسلعة التي ستعرض للبيع، على اعتبار أن الجمارك لا تعرضها دفعة واحدة، ففي حال كان العدد محدودا فإنهم يسعون بجميع الطرق إلى الحصول عليها، وفي حال كان كبيرا يكتفون بلعب دور «حماي الطرح» حتى يورطوا خصمهم في ثمن أكبر، وينتظرون المزاد الموالي أو الذي يليه ثم يشترون بثمن أقل.
وقد تترتب بعض المشاكل بعد المزاد العلني، إذ يرفض الشخص الذي رسا عليه أن يؤدي ثمنها بعد أن يتبين له انه اشترى بالخسارة، وفي هذه الحالة فإنه يحرر له محضر وتفرض عليه غرامة ويحرم من المشاركة في المزادات التي تنظمها إدارة الجمارك مستقبلا. ينتهي المزاد الأول وتليه مزادات أخرى، ويتكرر السيناريو نفسه إلى أن يتم عرض آخر سلعة، ليخرج، البعض غانما في حين يعود آخرون خاويي الوفاض في انتظار المزاد المقبل.
منافسة بين "فاسة" و"العروبية"
الساعة تشير إلى العاشرة صباحا، موعد إجراء المزاد العلني بميناء البيضاء، بعض الوجوه المألوفة بدأت تصل تباعا إلى باب المخزن الذي تتم به عملية البيع بالمزاد العلني، تبادل بعضهم التحية، ثم شكلوا ثلاث مجموعات، تتكون الأولى، حسب أحد العارفين بخبايا هذه المزادات، من «الفاسيين» والثانية من «العروبية» والثالثة من أشخاص مستقلين عن المجموعتين يفضلون الاشتغال بشكل فردي.
«الهمزة ديال القفولة والروبينيات هي لي كاينة اليوم» يقول أحد الأشخاص لصديقه، وهو يجول بعينيه ناحية موقف السيارات على أمل أن تقع على أعضاء اللجنة المنظمة للمزاد الذين تأخروا في الوصول، قبل أن يجيب مخاطبه «اشحال من واحد جا اليوم غير على قبلها» ليدخلا معا إلى المخزن الذي سيتم به المزاد العلني.
بالداخل، كان حوالي عشرين شخصا ينتظرون، بعضهم كان جالسا فوق كراس وآخرون متكئين على أعمدة حديدية بالساحة، في حين كان آخرون يعاينون السلعة المعروضة للبيع في ذاك اليوم، وسلعا أخرى بيعت الأسبوع الماضي، وغير بعيد عنهم، كان القابض يحسب مبالغ مالية سلمها له زبون رسا عليه المزاد.
الكل كان يترقب وصول اللجنة المشرفة على المزاد والمكونة من الآمر بالصرف المكلف بالمبيعات، ورئيس مكتب المبيعات، ومفتشين إقليميين ممتازين، وممثل القابض وممثل مرسى ماروك أو صومابور وعون جمارك، يساعدهم «ّالبراح» الذي يتكلف بالتسيير «الصوتي» للجلسة، على اعتبار أن صوته لا يعلو عليه أي صوت داخل فضاء المخزن المحتضن للمزاد العلني.
وصلت اللجنة، توقفت الأحاديث الجانبية وصوب الجميع نظرهم نحو أعضائها الذين كانوا يأخذون أماكنهم في منصة هيئت لإدارة المزاد، اقترب البعض من المنصة حتى يسمع صوته، قبل أن ينادي رئيسها على البراح مطالبا إياه بعرض أول سلعة معروضة للبيع، وكانت عبارة عن كمية من زجاج سيارات، ليذكر البراح الحاضرين بعدد القطع الزجاجية في السلعة، والتي حددت في 6180 قطعة، أو حبة كما سماها هو.
«على الله» كلمتان رددهما البراح بصوت مسموع في إشارة لانطلاق المزاد، قبل أن يرد أحد المشاركين فيه « جوج مليون»، ليتوالى تقديم العروض من قبل المشاركين قبل أن يستقر الثمن في ستة ملايين سنتيم ونصف المليون.
سلع مطلوبة وأخرى غير مرغوب فيها
«جميع ما يخطر في بالك من سلع تعرض للبيع بالمزاد العلني» يقول عبد الخالق مرزوقي، المدير الجهوي لميناء الدار البيضاء، قبل أن يضيف، «جميع السلع التي يتخلى عنها أصحابها يتم عرضها للبيع بالمزاد العلني بعد أن تمر عليها الآجال القانونية المحددة وتخضع للإجراءات اللازمة».
الآجال القانونية التي يفقد بموجبها صاحب السلعة الحق في التصرف فيها هي 45 يوما دون احتساب أيام العطل، غير أن إدارة الجمارك تتساهل أحيانا، يقول جمال ضياء الدين، الآمر بالصرف بميناء الدار البيضاء، والهدف الذي يحكمها هو الرغبة في الحفاظ على بعض المقاولات من الإفلاس، وبالتالي فإن الأسبقية دائما تعطى لصاحب السلعة حفاظا على مقاولته وعلى فرص العمل التي يوفرها، فحتى لو مرت الآجال القانونية فإن السلعة تسلم إلى صاحبها، إذا ما أدى مستحقات التخزين وواجب التعشير.
«هناك سلع مطلوبة، ويتم بيعها بسهولة وبأثمنة تدر مداخيل مهمة على الدولة، وهناك سلع أخرى غير مرغوب فيها، ونتمنى أن يتخلى عنها أصحابها» يقول حسن بوتابراتين، نائب المدير الجهوي، ويتعلق الأمر هنا بالمواد الكيماوية المحفوفة بالعديد من المخاطر، إذ تفترض مسطرة وإجراءات احترازية كبرى، قبل أن يضيف «نحمد الله أننا تمكننا أخيرا من التخلص من هذه السلع ولم يبق منها سوى القليل».
صعوبة هذه المواد تكمن في تركيبتها، إذ أن التعرف على مكوناتها يتطلب إجراء خبرة، وبعد ذلك تأتي المرحلة الأصعب، وهي التخلص منها، إذ يخشى استعمال بعض المواد التي قد يترتب عن اختلاطها بالبنزين انفجارات غير متوقعة، لذا فإن التخلص منها يعهد إلى شركات متخصصة، كما أن الاحتفاظ بها يكون في مخازن خاصة تتوفر على شروط معينة.
«حتى وقت قريب، تم التخلص من كمية مهمة من المواد الكيماوية المتخلى عنها، تطلبت المسألة نقلها إلى ورزازات من أجل حرقها بأحد المناجم هناك، وقبل هذا قمنا بمجموعة من الخبرات تحسبا لأي طارئ» يضيف المدير الجهوي محاولا تسليط الضوء على الاحتياطات الكبيرة التي تتخذ لعدم وقوع أشياء غير منتظرة.
تقنيات إدارة المزاد العلني
«اللجنة تكون على اطلاع مسبق بثمن السلعة وكذا واجبات العشور وحتى ثمنها في السوق، وبناء على هذه المعطيات يتم توجيه المزاد العلني» يقول جمال ضياء الدين، الآمر بالصرف، قبل أن يضيف «غالبا ما يبدأ المزاد بثمن بعيد جدا عن ثمن السلعة لكن سرعان ما يصل إليه أو يتجاوزه».
وحتى يحقق المزاد العلني مردودا جيدا، لا بد من وجود منافسة قوية بين المشاركين فيه، وعلاوة على ذلك فإن المكلف بإدارة المزاد، والمقصود هنا الآمر بالصرف، عليه أن يضبط مجموعة من تقنيات البيع، « نلجأ في بعض الأحيان إلى الجمع بين العديد من السلع المتخلى عنها ونعرضها للبيع في مزاد علني واحد حتى تبيع المطلوبة في السوق الأقل طلبا» يقول جمال ضياء، قبل أن يضيف في محاولة لتبسيط الفكرة «سلعة كتبيع سلعة».
تقنية أخرى يتم اللجوء إليها، يقول أحد المشاركين في المزاد العلني، وتتعلق ببدء عرض السلع الأقل طلبا على تلك المطلوبة حتى لا ينفض الجمع فور عرض السلع المطلوبة، ويجد أفراد اللجنة أنفسهم مجبرين على إنهاء المزاد دون عرض جميع السلع المقررة في ذاك اليوم.
الآمر بالصرف هو الآمر الناهي في المزاد العلني، فيمكنه أن ينهي المزاد وقت ما شاء أو أن يلغيه، إذا لم يعجبه الثمن الذي رسا عليه المزاد، غير أن هذه السلطة المطلقة في إدارة المزاد محكومة بضوابط، من بينها ثمن السلعة وثمن التعشير، إذ ا لا ينبغي للثمن المقدم في المزاد أن يقل عن مجموع ثمنها وثمن تعشيرها، ما عدا إذا كانت السلعة ستتعرض للتلف.
يستمر الأخذ والرد بين المشاركين في المزاد، وغالبا ما تستقر المنافسة في أشواطها الأخيرة على اثنين أو ثلاثة، إذ يضيف كل واحد منهم مبلغا على الذي قدمه الثاني حتى يرسو المزاد عليه، وذلك بمراقبة من أعضاء اللجنة ورئيسها الذي يحاول إفهام المتزايدين، بتقنيات خاصة، أنهم ما زالوا بعيدين عن الثمن المطلوب.
حيل وأساليب "غير شريفة"
«هذه المزادات العلنية مهنة صعيبة، إلى ما كنتيش مقلع يديروها بك ويبيعوك لي قدامك ولي وراك» يقول أحد الأشخاص من بين المشاركين في المزاد العلني، وهو يحملق في «زملاء» له كانوا يتزايدون على سلعة معروضة في المزاد.
العيون تركز على كل شخص غريب عن الوجوه المألوفة، وتبدأ الوشوشات والكلام بصوت غير مفهوم في محاولة لمعرفة سبب حضوره ونوعية السلعة التي جاء من أجل تقديم مزايدته عليها، غير أن القلق سرعان ما يتبدل بعد أن يخرج أوراقه ويتقدم بعرض ثمن مقابل سلعة، لتكون الخطة ساعتها جاهزة، فإذا كانوا غير معنيين بالسلعة فإنهم يتركونه يظفر بها بعد أن يرفعوا ثمنها شيئا ما في محاولة لتقليل نسبة أرباحه منها حتى لا تستهويه المزادات ويزاحمهم مستقبلا، أما إذا دخل في مزادات عينهم عليها فإنهم يكشرون عن أنيابهم ويشترونها مهما كلف الأمر.
«البراني صعيب يدير بلاصتو، حيث يقدرو يدفعوك تشري بالخسارة باش ما ترجعش مرة أخرى» يقول أحد العارفين بخبايا المزادات العلنية، قبل أن يضيف «إلى ما كنتيش فاهم يطلعو ليك البارة باش تشري بالخسارة» وكان الرجل يقصد بكلامه أن عناصر التكتلين، ورغبة منهم في عدم دخول الوافد الجديد على الخط، يعمدون إلى تقديم مبالغ مالية قد تفوق ثمن السلعة، وإذا ما أصر على المنافسة فإنهم يتوقفون عند مبلغ معين قد يفوق أحيانا الثمن الذي ستباع به السلعة، أما إذا فهم اللعبة وتخلى عن المزاد بعد تقديمهم رقما معين فإنهم يتقاسمون الخسارة، التي لن تكون في جميع الأحوال كبيرة لأن كل واحد منهم سيتحمل جزءا منها، في حين أن الخسارة ستكون كبيرة لو تحملها خصمهم لوحده.
و»اللعب» في المزايدات لا يبدأ وقت عقدها، بل إن العديد منهم يحاول استغلال علاقاته من أجل محاولة معرفة الكمية الحقيقية للسلعة التي ستعرض للبيع، على اعتبار أن الجمارك لا تعرضها دفعة واحدة، ففي حال كان العدد محدودا فإنهم يسعون بجميع الطرق إلى الحصول عليها، وفي حال كان كبيرا يكتفون بلعب دور «حماي الطرح» حتى يورطوا خصمهم في ثمن أكبر، وينتظرون المزاد الموالي أو الذي يليه ثم يشترون بثمن أقل.
وقد تترتب بعض المشاكل بعد المزاد العلني، إذ يرفض الشخص الذي رسا عليه أن يؤدي ثمنها بعد أن يتبين له انه اشترى بالخسارة، وفي هذه الحالة فإنه يحرر له محضر وتفرض عليه غرامة ويحرم من المشاركة في المزادات التي تنظمها إدارة الجمارك مستقبلا. ينتهي المزاد الأول وتليه مزادات أخرى، ويتكرر السيناريو نفسه إلى أن يتم عرض آخر سلعة، ليخرج، البعض غانما في حين يعود آخرون خاويي الوفاض في انتظار المزاد المقبل.
الجمارك تمنح بعض السلع المتخلى عنها للتعاون الوطني
السلع المتخلى عنها إما تباع في المزاد العلني أو تمنح كهبات للتعاون الوطني الذي يسلمها بدوره إلى الخيريات والجمعيات والتعليم القروي والهلال الأحمر والسجون والمرأة والطفولة، وقد منحنا أخيرا حوالي 40 طنا إليه.
وفي ما يخص الهبات فإنها تكون في الغالب عبارة عن مواد استهلاكية أو ملابس، وذلك بعد أن تطلع عليها مصلحة مراقبة الجودة ويتبين أنها صالحة للاستهلاك.
والجمارك لا تتصرف في السلع المتخلى عنها بشكل أوتوماتيكي، إذ تقوم بجميع الإجراءات التي كان على مستوردها أن يقوم بها، باستثناء أداء واجبات التعشير.
السلع المتخلى عنها إما تباع في المزاد العلني أو تمنح كهبات للتعاون الوطني الذي يسلمها بدوره إلى الخيريات والجمعيات والتعليم القروي والهلال الأحمر والسجون والمرأة والطفولة، وقد منحنا أخيرا حوالي 40 طنا إليه.
وفي ما يخص الهبات فإنها تكون في الغالب عبارة عن مواد استهلاكية أو ملابس، وذلك بعد أن تطلع عليها مصلحة مراقبة الجودة ويتبين أنها صالحة للاستهلاك.
والجمارك لا تتصرف في السلع المتخلى عنها بشكل أوتوماتيكي، إذ تقوم بجميع الإجراءات التي كان على مستوردها أن يقوم بها، باستثناء أداء واجبات التعشير.
تنظيم المزاد تسبقه العديد من الخطوات
قبل عرض السلعة للبيع يتم إرسالها إلى قاعدة معلومات بإدارة الجمارك المركزية عبر موقع يسمى masad والذي يطلع عليه جميع العاملين في إدارة الجمارك ، ويتضمن معلومات حول نوع السلعة وحجمها وتاريخ عرضها للبيع بالمزاد العلني، والمشرفون على الموقع الإلكتروني ينشرون الإعلان في موقع الجمارك الذي يمكن للعموم الإطلاع عليه، وبعد ذلك يبعث إلى جميع الآمرين بالصرف قصد تعميم نشره. بعد نشر الإعلان يمكن للمعنيين بالأمر أن ينتقلوا إلى الجمارك المعنية من أجل الاطلاع على السلعة ومعرفة جودتها وذلك بمرافقة عاملين بالجمارك.
قبل عرض السلعة للبيع يتم إرسالها إلى قاعدة معلومات بإدارة الجمارك المركزية عبر موقع يسمى masad والذي يطلع عليه جميع العاملين في إدارة الجمارك ، ويتضمن معلومات حول نوع السلعة وحجمها وتاريخ عرضها للبيع بالمزاد العلني، والمشرفون على الموقع الإلكتروني ينشرون الإعلان في موقع الجمارك الذي يمكن للعموم الإطلاع عليه، وبعد ذلك يبعث إلى جميع الآمرين بالصرف قصد تعميم نشره. بعد نشر الإعلان يمكن للمعنيين بالأمر أن ينتقلوا إلى الجمارك المعنية من أجل الاطلاع على السلعة ومعرفة جودتها وذلك بمرافقة عاملين بالجمارك.
بعد مرور 45 يوما تصبح السلعة المتخلى عنها في ملكية الجمارك
أكد عبد الخالق مرزوقي، المدير الجهوي لجمارك الميناء، أن بدء حساب تاريخ التخلي عن السلعة يكون من اليوم الأول الذي وصلت فيه، وبعد مرور 45 يوما، دون احتساب العطل، تصبح السلعة في ملكية الجمارك ويحق لها عرضها للمزاد العلني كما يمكن، في بعض الحالات، إرجاعها إلى صاحبها إذا ما أدى ما عليه من مستحقات.
لكن هناك حالات أخرى قد تبقى فيها السلعة مدة 45 يوما أو حتى أكثر دون أن يحق للجمارك اعتبارها متخلى عنها، ومثال ذلك الحالات موضوع خلاف بين المستورد والجمارك حول ثمن التعشير، إذ يمكن للمستورد في حال وقوع هذا الخلاف أن يبقي السلعة بالجمارك شريطة أداء واجبات التخزين. المشكل الثالث مرتبط بالعلامات المزيفة، فإدارة الجمارك لديها لائحة بالعلامات المحمية، وفي حال ضبط مواد تحمل علامات محمية يتم ربط الاتصال بالشخص المكلف بالمغرب من قبل أصحاب تلك العلامة، والذي عليه أن يحضر في أجل لا يتعدى عشرة أيام ليطلع على السلعة، وفي حال أكد أنها مزيفة يطلب منه التوجه إلى المحكمة التجارية من أجل رفع دعوى قضائية ضده، وبعدها يعطي القاضي المكلف الأوامر اللازمة والتي ينصاع لها الجميع.
لكن هناك حالات أخرى قد تبقى فيها السلعة مدة 45 يوما أو حتى أكثر دون أن يحق للجمارك اعتبارها متخلى عنها، ومثال ذلك الحالات موضوع خلاف بين المستورد والجمارك حول ثمن التعشير، إذ يمكن للمستورد في حال وقوع هذا الخلاف أن يبقي السلعة بالجمارك شريطة أداء واجبات التخزين. المشكل الثالث مرتبط بالعلامات المزيفة، فإدارة الجمارك لديها لائحة بالعلامات المحمية، وفي حال ضبط مواد تحمل علامات محمية يتم ربط الاتصال بالشخص المكلف بالمغرب من قبل أصحاب تلك العلامة، والذي عليه أن يحضر في أجل لا يتعدى عشرة أيام ليطلع على السلعة، وفي حال أكد أنها مزيفة يطلب منه التوجه إلى المحكمة التجارية من أجل رفع دعوى قضائية ضده، وبعدها يعطي القاضي المكلف الأوامر اللازمة والتي ينصاع لها الجميع.
إنجاز: الصديق بوكزول




0 commentaires:
إرسال تعليق